أعرب صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عن اعتزازه بإقامة المشاريع التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين، وتعزز اقتصاد الدولة الوطني.
جاء ذلك خلال تدشين سموه، أمس، ميناء خليفة في أبو ظبي، بحضور أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وشهد التدشين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية.
وأضاف صاحب السمو رئيس الدولة أن تدشين هذا الميناء اليوم، والذي بُني وفق أحدث المعايير العالمية، سيكون نقطة مهمة في مسيرة التحديث والتطوير التي تشهدها بلادنا بسواعد أبنائها، والاستفادة من الخبرات العالمية.
دعم
وأكد سموه توفير الدعم اللازم لقطاع النقل البحري في الدولة، خاصة ميناء خليفة، لاستكمال مراحل بنائه، ليكون أحد أهم الموانئ التجارية في المنطقة، وعلى مستوى الشرق الأوسط، وحلقة وصل بين مناطق العالم الاقتصادية، من خلال الاستفادة من موقعه وموقع دولة الإمارات الاستراتيجي.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، إن افتتاح هذا الصرح الضخم يعزز من توجهاتنا نحو استكمال رؤية أبو ظبي 2030، بخطوات واثقة، وبما يسهم في استمرار عملية النمو التي تشهدها الإمارات بوتيرة عالية، بما يلبي طموحات أبناء الوطن في بناء قاعدة اقتصادية هامة.
وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات ماضية في تنفيذ مشاريعها العملاقة الهادفة إلى دعم اقتصادها الوطني وتطويره، من أجل الوصول إلى رفعة الوطن وتعزيز مكانته على خريطة الاقتصاد العالمي.
وفي الختام، أعرب سموه عن تقديره لكل الجهود الوطنية التي بذلت في إنجاز هذا الصرح الاقتصادي الكبير.. موضحاً سموه أن من أولوياتنا الاهتمام بدعم وتطوير الكوادر البشرية الوطنية واستيعابها في مختلف التخصصات، لتأخذ دورها الفاعل في مسيرة تقدم وطننا الغالي ورفعته.
وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة عن تمنياته لجميع العاملين في الميناء، النجاح في عملهم، بما يحقق الفائدة القصوى من الإمكانات الضخمة التي توفرت في الميناء، ليكون ميناء خليفة أحد شرايين الحياة التي تربط بلادنا مع العالم الخارجي.
فقرات متنوعة
وكان صاحب السمو رئيس الدولة قد وصل إلى موقع الحفل، حيث عزفت الموسيقا السلام الوطني للدولة، ثم بدأ الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم.. كما شهد سموه فقرات متنوعة، احتفاء بهذه المناسبة وبمقدم راعي الحفل، ثم قام سموه بالتدشين الرسمي لميناء خليفة بإدارة عجلة التحكم، التي هي عبارة عن نموذج لدفة سفينة البوم، كتب عليها «ميناء خليفة 12 / 12 / 2012» إيذاناً بالافتتاح الرسمي للميناء».
وعبر شاشة كبيرة، اطلع سموه على مراحل وخطوات إنشاء ميناء خليفة من بداية العمل وحتى وصوله إلى المراحل التشغيلية، لاستيعاب أضخم الناقلات في العالم، إضافة إلى ما يتمتع به الميناء من إمكانات عالية الجودة ومتطورة في مجال رافعات الحاويات.
وحضر حفل افتتاح ميناء خليفة، سمو الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبو ظبي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة.
وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان عضو المجلس التنفيذي، والشيخ الدكتور سعيد بن محمد آل نهيان، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ أحمد بن سيف آل نهيان، ومعالي أحمد جمعة الزعابي نائب وزير شؤون الرئاسة.. بجانب عدد من الشيوخ ومعالي أعضاء المجلس التنفيذي وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين ورجال أعمال، ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة، إضافة إلى عدد من كبار الضيوف والشخصيات في مجال النقل البحري العالمي، والقطاعات ذات الصلة في منطقة خليفة الصناعية «كيزاد».
صرح اقتصادي
من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي للموانئ، في كلمة له «يشرفني أن أرحب بكم في حفل التدشين الرسمي لميناء خليفة.. هذا الصرح الاقتصادي العملاق، الذي تم إنجازه في وقت قياسي لينضم إلى منظومة الموانىء البحرية المتطورة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعزز دورها المهم».
وأوضح أن إنشاء ميناء خليفة ومنطقة خليفة الصناعية كمشروع عملاق ومتكامل، يسهم في مواكبة النمو الاقتصادي الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف أن ميناء خليفة سيقوم بمناولة جميع أنواع البضائع، مع التركيز على التعامل مع السفن العملاقة، حيث إن عمق حوض المرفأ والقناة المؤدية له يصل إلى16 متراً، قابلة للزيادة حتى 18 متراً، وفي مجال الحاويات تبلغ الاستطاعة التشغيلية حالياً 5 .2 مليون حاوية سنوياً، وهي قابلة للزيادة إلى 15 مليون حاوية».
وأكد أن ميناء خليفة سيكون ركيزة أساسية في البنية التحتيّة لقطاع النقل البحري في دولة الإمارات.. موضحاً أن الدول التي تواكب التطور في قطاع النقل وبنيته التحتيه، هي وحدها التي ستكون قادرة على القيام بدور فاعل في منظومة التجارة العالمية».
فرص العمل
وقال إن المشروع سيسهم في تهيئة مزيد من فرص العمل، حيث وضعت شركة أبو ظبي للموانىء نصب أعينها توطين الموارد البشرية من خلال برامج لتطوير وتدريب الكوادر الإماراتية.
وأكد أن إنجاز المشروع قبل الموعد المحدد، ما كان ليتم لولا الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتوجيهات السديدة للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والمتابعة الحثيثة لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.
وتوجه الجابر بالشكر إلى الجهات الحكومية والمؤسسات ذات الصلة التي قدمت الدعم لإنجاح هذا المشروع، وأهدى هذا الإنجاز إلى قيادتنا الحكيمة وشعبنا المعطاء، معاهداً على مواصلة العمل للارتقاء دوماً بوطننا الغالي، ليبقى دائماً في الصدارة.
وغادر صاحب السمو رئيس الدولة مكان الاحتفال، مودعاً بكل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.
ركيزة أساسية
ويعد ميناء خليفة ركيزة أساسية في البنية التحتية لقطاع التجارة والاقتصاد والنقل البحري، ويعزز مساهمة هذا القطاع في تلبية متطلبات النمو والتنويع الاقتصادي، تماشياً مع أهداف رؤية أبو ظبي 2030.
وتستخدم شركة أبو ظبي للموانئ تقنيات المحاكاة ثلاثية الأبعاد المتطورة لتعقب حركة الشحنات ضمن ميناء خليفة الميناء الأحدث في المنطقة.. ويعد ميناء خليفة أحد أكثر الموانئ تطوراً في العالم، تم تصميمه بحيث يكون قادراً على استيعاب أضخم السفن الموجودة حالياً.. كما أن التقنيات المتطورة المستخدمة في الميناء تضمن مرور الشحنات عبره، وتوزيعها بأسرع من المعتاد في العمليات التقليدية للموانئ، ما يعني كلفة تشغيل أدنى للعملاء.
وتمنح تقنية المحاكاة ثلاثية الأبعاد لنظام المعلومات الجغرافي، والمصممة خصيصاً وفق احتياجات الدولة، ميناء خليفة مزايا تنافسية فريدة، فالتقنيات المستخدمة تساعد على خفض التكاليف التشغيلية للعملاء، وتضمن إنجاز خدمات المناولة بشكل أسرع، وبكفاءة أعلى.. فيما تسمح تقنيات نظام المعلومات الجغرافي ثلاثية الأبعاد بتعقب الشحنات كافة في الميناء، ابتداء من رافعات المناولة العملاقة بين السفينة ورصيف الميناء، ثم تتبع كل حاوية في رحلتها عبر مختلف المراحل التي تمر بها، إلى أن تغادر الميناء لتوزيعها بالشاحنات أو القطار أو الطائرات.
ويعتبر ميناء خليفة أول ميناء في المنطقة يوفر إمكانية النقل البري للبضائع عن طريق القطار، حيث توجد في الميناء الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية التي تتعامل معها الشركات العاملة في مجال النقل والاستيراد والتصدير، كخدمات الجمارك والتخليص والتفتيش، إضافة إلى الدفاع المدني، ووزارة البيئة والمياه، وجهاز أبو ظبي للرقابة الغذائية.
وتعمل محطة الحاويات في الميناء على خدمة شاحنات النقل بسرعة عالية، إذ لا يتعدى الوقت المطلوب من الدخول إلى البوابة والخروج من البوابة الأخرى خلال عملية تفريغ وتحميل الحاويات النمطية 30 دقيقة، ويتم نقل 200 حاوية نمطية إلى الشاحنات كل 60 دقيقة بمحطة الحاويات بميناء خليفة.
ويستطيع الميناء خدمة أكبر السفن في العالم، حيث تتسع قناته الملاحية بعرض 250 متراً، وطول 12 كيلو متراً، فيما يبلغ طول كاسر الأمواج البيئي نحو ثمانية كيلو مترات.
ويعمل ميناء خليفة حالياً بست رافعات «بناماكس»، الأكبر من نوعها في العالم لنقل الحاويات من السفن إلى رصيف الميناء، وتعد من المعالم البارزة للميناء حالياً، كما تضم المعدات المستخدمة في أعمال الميناء 30 رافعة ترصيص آلية، و 20 رافعة متحركة.