دعا تربويون إلى سن قانون يفرض على المدارس الخاصة تعيين اختصاصي نفساني وآخر اجتماعي على ان يكون ضمن الهيكل الوظيفي، وألا يكون وجوده "تبعا لمزاجية ورؤية الادارة او اصحاب الترخيص"، معتبرين تهميش قضية توفير التوازن النفسي للطالب خطأ فادحاً يدفع ثمنه الطلبة دون غيرهم. وأشار هؤلاء التربويون إلى أن المدارس لم تعد مجرد حجرات فصلية يلقن فيها الطلبة المعارف والمعلومات ضمن مقررات دراسية فقط، وانما باتت بيئة تربوية يجب ان تتوافر فيها مقومات التنمية المتكاملة لشخصية الطالب في جوانبها العقلية والنفسية والاجتماعية، مؤكدين ان تفشي بعض الظواهر السلبية في الحقل التعليمي جعلت وجود الاختصاصيين النفسيين حاجة ملحة توازي وجود الكوادر التعليمية والادارية من حيث الاهمية .
وشدد سعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الشارقة التعليمية على اهمية وجود اختصاصي نفسي وآخر اجتماعي بين صفوف الكوادر العاملة في القطاع الخاص، مجددا مطالبته لإدارات تلك المدارس بإيلاء الموضوع اهمية قصوى . وذكر ان الاختصاصي الاجتماعي او النفسي هو الأكثر قدرة على فهم التلاميذ فهما صحيحا من خلال استقرائه لبيئاتهم ووضعهم الأسري والاجتماعي، وبالتالي يستطيع مساعدة الطالب على فهم نفسه وفهم مشكلاته بتعقل ومتى تم ذلك فإنه يستطيع أن يعتمد على ذاته، مضيفا ان مشكلة ما قد تغير مسار حياة بأكملها عند طالب وتدخل اختصاصي في الوقت الصحيح وبالطرق الصحيحة قد تنقذه أيضاً.
ودعا مدير تعليمية الشارقة المدارس الخاصة التي تتبع المنهاج الوزاري والمناهج الأجنبية الى المسارعة في استقطاب كوادر مؤهلة من الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين، مؤكدا ان المدارس الحكومية ادركت أهمية تواجدهم في المدارس فسارعت الى تعيين الاختصاصيين الاجتماعيين ليغطوا كل المدارس الحكومية، ونحن نطالب بزيادة أعدادهم في المدارس والمناطق.
كما نأمل من المدارس الخاصة ان تتبع ذات النهج وأن تنظر الى المسألة بعيدا عن المنطلقات المادية. واعتبر ظهور الحاجة الملحة لتعيين الاختصاصيين في المدارس نتيجة حتمية لظهور العديد من المشاكل في الوسط التربوي كالعنف والتدخين والتسرب وغيرها، ما يستدعي وجود فئة قادرة على تحليل تلك الظواهر ووضع حلول علمية لها، وتوجيه الطلبة وأولياء الأمور ودعم العملية التعليمية في المدرسة عن طريق وضع ومتابعة وتقييم مستمر لكل حالة.
وبدورها قالت هبة محمد موجهة الخدمة الاجتماعية في تعليمية الشارقة إن على المدارس الخاصة تعيين اختصاصيين اجتماعيين ونفسيين، نظرا لأهمية الدور الذي يقومون به من متابعة للطلبة وحالاتهم وتصرفاتهم، وكم من طالب أسهمت التدخلات المبكرة في توجيههم بشكل سليم الى انقاذهم من سلوكيات خطرة، قد تؤثر عليهم وعلى محيطهم الذي يعيشون فيه، واقترحت ان يكون الاختصاصي النفسي والاجتماعي في المدارس الخاصة ليس اختياريا بل إلزاميا نظراً لحساسية الدور المنوط به.