نجحت عيادة الإقلاع عن التدخين في مركز شرطة دبي الصحي بمساعدة 23 مدخنا من مراجعي العيادة ممن أمضوا مددا زمنية تتراوح ما بين 20- 35 عاما من حياتهم كمدخنين، في مساعدتهم عن الإقلاع على التدخين.
وأكد العقيد الطبيب الاستشاري علي سنجل، مدير مركز شرطة دبي الصحي، على إقبال المراجعين وجديتهم في التخلص من آفة التدخين، حيث يرافق هذا الإقبال التزام وانتظام في مواعيد الحضور، وقال: "من جانبنا سنعمل على تنظيم حملات توعوية شاملة خلال العام الجاري من أجل زيادة عدد المستفيدين من خدمات العيادة من العاملين وأسرهم في شرطة دبي".
زيادة الإقبال
وأوضح بأن مجموع المراجعين خلال العام الماضي كان 220 مراجعاَ، تم مساعدة 55 مراجعاً منهم للإقلاع وبشكل نهائي عن التدخين، فيما كان مجموع المراجعين خلال العام الأسبق 82 مراجعا تم مساعدة 24 منهم للإقلاع وبشكل نهائي عن التدخين مما يشير إلى زيادة الإقبال من قبل العاملين وأسرهم.
وقال إن العيادة باشرت ومنذ تفعيلها بشكل رسمي في شهر مايو الماضي بتحقيق الهدف الأساسي من وجودها، وهو مساعدة المدخنين للإقلاع عن التدخين، والمساهمة في إيجاد بيئة نظيفة وخالية من التدخين، ضمن برنامج عمل يراعي إيجاد مستوى من الراحة النفسية ما بين الطبيب المعالج والمدخن الجاد في الإقلاع عن التدخين، فلا بد من توافر بعض الشروط المهمة لنجاح مهمة الطبيب في مساعدة المدخن للإقلاع عن التدخين، وأهمها توافر المكان الذي يجب أن تتوافر فيه مظاهر الراحة النفسية، فكما هو معلوم فإن مرض الإدمان على التدخين ليس كبقية الأمراض الأخرى.
والتي يشفى منها المريض بجلسة علاج واحدة، وإنما هو مجهود عمل مشترك ما بين الطبيب والمدمن على التدخين والذي يرغب فعلياً في الإقلاع عن هذه الآفة، لذلك لا بد أن يلقى المريض الجهد والوقت الكافيين فلا يستطيع الطبيب أن يستقبل في عيادة أكثر من 5 إلى 6 مرضى في اليوم، أما فيما يخص المواعيد فيجب إعطاء المواعيد عن طريق الطبيب المعالج وليس عن طريق خدمة المواعيد وذلك لمراعاة التباعد بينها وإعطاء كل مريض حقه من الجلسة وفقاً لحالته ومدى إدمانه.
مراحل العلاج
من جانبه، أوضح الرائد عبد الله القحطاني، رئيس قسم العيادات في شرطة دبي أن آلية العمل المتبعة بالعيادة تراعي خصوصية وسرية كل حالة وتقوم على خطوات تضمن استقبال أكبر قدر من المراجعين مع مراعاة خصوصية عمل العيادة التي تستقبل نوعاً من الإدمان، الأمر الذي يتطلب جهوداً متميزة من الكادر الطبي والتمريضي العامل، وتبدأ هذه الخطوات بفتح ملف في العيادة يشمل البيانات الشخصية للمراجعين مع التأكيد لهم بسرية المعلومات ثم تعبئة استمارة البيانات عن تدخين المدخن .
وتشمل معلومات مفصلة عن حالته من حيث عدد المرات والفترة الزمنية ووسيلة التدخين، واختبار تحديد درجة الإدمان والكشف عن الحالة الصحية للمدخن وعلاقة تدخينه بصحته العامة وفحص العلامات الحيوية وتشمل الضغط والنبض والحرارة ونسبة الأوكسجين بالدم، والطول والوزن ومؤشر نسبة كتلة الجسم .
وفحص غاز ثاني أو كسيد الكربون وفحص نسبة غاز أول أو كسيد الكربون قبل البدء بالعلاج، ثم فحص كفاءة وسلامة وظائف الرئة وفحص نسبة ووجود النيكوتين في الدم، تليها المقابلة الاستشارية والإرشادية وفيها يتم الاطلاع على نتائج الفحوص والتحاليل من قبل الطبيبة المختصة مع تقييم درجة التعود على التدخين والإدمان على النيكوتين والحالة الصحية للمدخن وتحديد البرنامج العلاجي المناسب والفترة الزمنية للعلاج.
بالإضافة إلى تزويد المدخن بالمعلومات التثقيفية والوسائل الإرشادية المساعدة لتسهيل عملية التوقف عن التدخين وطلب عمل تحاليل مخبريه وتحديد الموعد التالي لتاريخ وقف التدخين.. وأخيراً تزويد المدخن بكتاب إرشادي عن عملية الإقلاع عن التدخين.
خصوصية
قالت الدكتورة بثينة نعمة طبيبة عامة وأخصائية علاج الإدمان على التدخين أن علاج إدمان المدخنين له خصوصية حيث قامت إدارة مركز شرطة دبي الصحي بمراعاتها من خلال آلية استقبال المرضى وحجز المواعيد وأساليب وطرق العلاج المطبقة في العيادة وتوفير جهاز خاص بالكشف عن نسبة الإدمان، مضيفة أن هناك استمارة توزع على المرضى تكشف تاريخ إدمان المريض وتكون بمثابة خريطة طريق ينتهجها الطبيب لعلاج المدمن.