أعلنت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" عن أن دبي سات- 1 -أول قمر اصطناعي للإسستشعار عن بعد تملكه المؤسسة- التقط صورا عالية الجودة لمبنى الكونكورس-إيه في مطار دبي الدولي، المخصص لطائرات إيرباص " إيه - 380 " التابعة لأسطول طيران الإمارات. وهو أول مشروع حكومي يرصده القمر دبي سات-1 من بدايته حتى اكتماله، وأكدت المؤسسة عزمها مراقبة ورصد تطورات المشروع عبر توفير صور ملائمة تلتقطها عدسة دبي سات -1 بصورة دورية.
وقال عمران شرف مدير إدارة معالجة وتحليل الصور الفضائية: يلعب القمر دبي سات-1 دورا حيويا في رصد تطورات البنية التحتية في دولة الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص، ورصدنا للمراحل المختلفة من عملية بناء الكونكورس إيه يبرز قدرات المؤسسة على متابعة التطورات العمرانية على الأرض وتزويد العاملين على هذه المشاريع بالمعلومات الهامة المتعلقة بتخطيط أعمالهم.
وقال سالم حميد المري- مدير إدارة التسويق والشؤون الدولية: رصدنا للكونكورس إيه على وجه الخصوص يحمل أهمية استراتيجية لأنه يتعلق بالهدف الأول من امتلاك القمر دبي سات-1 وهو مراقبة أعمال البنية التحتية من أجل تزويد صناع القرار بالمعلومات التي يحتاجونها من ناحية التخطيط ومساعدتهم أيضا في اتخاذ القرارات ذات الصلة بحماية البيئة. وهذا المشروع الأول الذي تم رصده منذ انطلاق أعمال البناء في أغسطس 2009 وحتى اكتمالها الشهر الماضي. هذا إلى جانب استخدامات القمر الأخرى في مجالات البحث العلمي المختلفة ورصد المتغيرات البيئية وغيرها.
رصد
وبدأت عملية الرصد في شهر أغسطس من عام 2009 أي بعد أقل من شهر على إطلاق القمر دبي سات-1 حيث بدا موقع المبنى في الصورة الاولى خاليا تماما، واستمرت عملية الرصد في شهر يناير 2010 ثم فبراير من نفس العام، ثم إلى شهر يوليو حيث بدأت تظهر أجزاء من المبنى في الصور الملتقطة، وفي عملية رصد جديد في سبتمبر ظهرت أجزاء إضافية من المبنى، تلت ذلك عملية رصد أخرى في نوفمبر كشفت بداية تركيب سقف المبنى.
وفي شهر مارس من عام 2011 استمرت عملية الرصد بواسطة القمر الاصطناعي دبي سات-1 من الفضاء لتكشف هذه المرة الصور تواصل عملية تركيب السقف والتي تظهر واضحة جدا من الفضاء. بعد تلك العملية بثلاث أيام فقط قام القمر دبي سات-1 بعملية رصد جديدة رصد خلالها تقدما واضحا في عملية البناء وذلك لأن القمر دبي سات-1 يمر من فوق دولة الإمارات أربع مرات يوميا.وفي عملية الرصد التي تمت في أبريل 2011، تمكن القمر من تصوير التقدم الحاصل في الجزء الأيمن من المبنى حيث إن الجزء الأيسر لا يبدو واضحا إذ حجبته الغيوم.
ولكن في مايو 2011 تظهر الأجزاء في الصور التي كانت محجوبة مع الأجزاء الجديدة التي بنيت في ذلك الشهر.وأخيرا في 2012 اكتملت عملية الرصد بالتزامن مع اكتمال المبنى حيث أخذ القمر دبي سات-1 صورة متناهية الدقة له وكما ترون يبدو المبنى محاطا بالطائرات ما يدل على جهوزيته.
مشاريع
ويعتبر دبي سات -1 من المشاريع الفضائية التطويرية المهمة في دبي، ويعكس التزام مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" نحو المساهمة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة عبر الاستفادة من تكنولوجيا الأقمار الإصطناعية.
وتشكل الصور التي يلتقطها دبي سات-1 أهمية قصوى نظراً لمساهمتها الفعالة في تخطيط وتطوير البنية التحتية على امتداد الدولة، كما أنها توفر معلومات مكانية أساسية يستند إليها صناع القرار في التخطيط العمراني، إلى جانب مساهمتها في تنمية المرافق وتطوير شبكة المواصلات وإطلاق المبادرات الخاصة بالحفاظ على البيئة ورسم الخرائط.
وقد ساهمت المؤسسة في رسم وإعداد بعض مخططات المشاريع الإنشائية الكبرى في دبي من خلال تحليل ودراسة البيانات والمعلومات التي يرصدها القمر.ويُكمل دبي سات -1 عمل ومهام نظم المعلومات الجغرافية من خلال الصور التي يلتقطها، والتي تثري قاعدة بياناته بمعلومات إضافية، بالإضافة إلى إمكانية رصده للتغيرات الجغرافية والكوارث الطبيعية وتحليل نوعية المياه في منطقة الخليج.
دبي سات -2
تعمل مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة الآن على مشروع دبي سات-2 من خلال برنامج تطويري مشترك بين مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة «اياست» .
وشركة ساتريك إنيشيتف بكوريا الجنوبية. ويشارك في المشروع مهندسون إماراتيون يصل عددهم إلى 16 مهندساً يعملون في كوريا حالياً على تصميم القمر الاصطناعي الثاني وتطويره وإجراء كافة الاختبارات اللازمة لعملية الإطلاق. وقد ازدادت نسبة مشاركة الكوادر الوطنية في هذا المشروع عن مشروع دبي سات-1 بنسبة 100%. ومن المتوقع أن يتم إطلاقه خلال هذا العام.