شهدت حرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة جمعية مرشدات الإمارات الرئيسة الفخرية لمفوضية مرشدات الشارقة أمس حفل إطلاق المفوضية لهويتها الجديدة تحت عنوان في الصدارة وذلك بمقرها في منطقة البديع بالشارقة.
حضرت الحفل الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي عضو اللجنة الاستشارية بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة والشيخة بدور بنت سطان القاسمي رئيسة الشارقة للاستثمار والتطوير شروق ونخبة من كبار الشخصيات والقيادات النسائية ومديرات المؤسسات والمدارس وعدد من الإعلاميات.
وفي كلمتها الرئيسية خلال الاحتفال أبدت الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي إعجابها بالانطلاقة الجديدة والاحتفال الذي أقامته المفوضية بمرور 40 عاما على الحركة الإرشادية داعية الأمهات إلى تشجيع بناتهن للانتساب إلى المفوضية.
وقالت "أربعون عاماً مضت على بداية الحركة الإرشادية في الشارقة التي انطلقت عام 1973 وشهدت خلالها نشاطا لافتا للانتباه مؤكدا أهمية دور المرأة في قيادة مجتمعها وتوجيه فكرها وذاتها نحو مفاهيم جديدة للتطوع..
لذلك فإنني أدعو الأمهات إلى تشجيع بناتهن لأن يكن ممثلاتٍ لهذه الهوية وهي دعوة لا تأتي من فراغ فلقد عايشت بنفسي هذه التجربة الرائعة منذ صغري وأشرف حتى اليوم بعضويتي في الحركة الإرشادية التي عادت علي بفائدة مازلت أقطف ثمارها في حياتي العملية".
وأضافت "أود أن تشاركني كل فتاة في بلادي ومجتمعي مذاق هذه الثمار التي يكتشف الإنسان فيها قدرات ومهارات ذاتية وقدرة على عطاءٍ متميز وحباً للتطوع ما يجعله يسعد ويفخر بنفسه ويزداد ثقة بها..
إننا ومن خلال هذه المفوضية ومن خلال جمعية مرشدات الشارقة نرغب في أن ندرب قائدة المستقبل السفيرة والوزيرة والمهندسة والبرلمانية والمربية في المنزل وفي المؤسسات التعليمية ورائدة الأعمال ورائدة الفضاء وكل ما تطمح أن تكونه الفتاة في المستقبل .. هذا هو حلمي وهو حلم ليس ببعيد فقد نجحت الحركة الإرشادية في السابق في تخريج قيادات اليوم وما نقوم به اليوم ما هو سوى امتداد لتلك المسيرة المشرفة".
الهدف الرئيس
وحول الهدف الرئيس من إطلاق الهوية الجديدة لمفوضية مرشدات الشارقة قالت "كما تعلمون أقوم حاليا برئاسة مجلس إدارة جمعية مرشدات الإمارات كما انني الرئيسة الفخرية لمفوضية مرشدات الشارقة وهي إحدى المسؤوليات الأقرب إلى قلبي وعندما ننظر للجيل الجديد من الشباب نلاحظ غياب التوجيه لتلك الفئة التي تمثل النسبة الأكبر من سكان الإمارات ..
ويبدو لي انهم بحاجة إلى من يعطي لحياتهم معنى وغرضا وأعتقد ان اندفاعهم نحو الأمور المادية ونحو النماذج غير المشرفة في العالم إنما هو صرخة استغاثة منهم بحثا عن هوية وعن مثل أعلى يشبع طموحاتهم إنهم بحاجة لتجربة شيء أكبر منهم لكي يقدّروا قيمة ما يملكون ولكي يردوا الجميل لهذا الوطن".
وأضافت "إن إطلاق الهوية الجديدة لمفوضية مرشدات الشارقة هو الخطوة الأولى في مسيرة متجددة لخلق جيل قيادي يحمل هوية الوطن وهمومه ويعمل في جميع قطاعات الدولة - سواء كان مواطنا أو مقيما - من أجل خدمة مجتمعه فمن خلال البرامج التي ستقدمها المفوضية للفئات العمرية المختلفة سيتم نشر قيم هامة نحن بأمس الحاجة لها لبناتنا مثل القيادة والاستقلالية والاعتماد على النفس والمبادرة والشجاعة بالإضافة إلى حب التطوع وإنكار الذات".
وأوضحت الشيخة جواهر أن الهوية والاستراتيجية الجديدة تأتي لتكون برنامجا شاملا يتكامل مع كافة مفوضيات المرشدات في الدولة فالبرنامج الذي أعددناه لمفوضية الشارقة يعتبر تجربة رائدة وستقوم الجمعية بتطبيقها من ضمن استراتيجيتها الشاملة في باقي مفوضيات الدولة لجميع الفئات العمرية للفتيات وستحرص الجمعية على أن تواكب العصر وتستقطب الفتيات بأساليب مشوقة تلبي طموحاتهن واهتماماتهن المتنوعة كما انها ستلتزم بقيم ومبادئ الحركة الكشفية في تقديم هذه الخدمة لكل من يقيم على أرض الإمارات دون تمييز في الأصل أو الجنس أو العقيدة لذلك فإنني أدعو أولياء الأمور في كل الإمارات لتسجيل بناتهم في مفوضيات المرشدات إنها المؤسسة التي ستساعد الفتيات على تكوين شخصية واثقة ومعطاء.
شركاء فاعلون
وحول الدور الذي يجب ان تلعبه وزارة التربية والتعليم من جهة وهيئة الرياضة والشباب من ناحية اخرى لتفعيل الحركة الكشفية قالت "إن الجمعية بحاجة لشركاء فاعلين لتحقيق أهدافها وشركاؤها الرئيسيون هم الأسرة ووزارة التربية والتعليم وهيئة الرياضة والشباب..
فالفتيات يقضين 5-7 ساعات في المدرسة وهن الفئة المستهدفة في برامج الحركة الإرشادية لذلك نحن على تواصل مع الوزارة من أجل تسهيل عمل المسؤولات عن تنفيذ البرامج في المدارس إضافة إلى تحفيز الطاقم الإداري والتعليمي في المدارس على المشاركة في تنفيذ البرامج الإرشادية عن طريق تفريغ المعلمات المسؤولات عن تنفيذ البرامج .
وتشجيع الزهرات والمرشدات والاستفادة من قدراتهن في تنظيم فعاليات المدرسة وأن يكن المثل الأعلى لباقي طالبات المدرسة أما بالنسبة إلى هيئة الرياضة والشباب فهي المسؤولة عن إشهار الجمعية ومفوضياتها كما انها مسؤولة عن موازناتها وأود أن تصل كلمتي هذه إلى الهيئة لحثها على دعم موازنة الحركة الإرشادية فهي تحقق رؤية الهيئة للشباب بتعزيز الهوية والقيم الإنسانية والإماراتية وهو ما نسعى له جميعا من أجل مستقبل واثق وآمن ومستقر".
الى ذلك تم خلال الحفل اختيار الشيخة أمل بنت خالد القاسمي وسوزان الروبي سفيرتين للمفوضية من قبل الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حيث يأتي هذا التعيين لكونهما شخصيتين بارزتين في المجتمع وتقديرا لمسيرتهما التي ساهمت في العديد من الإنجازات وقد حازت كلتا السفيرتين في السابق على وسام الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي للعطاء والتميز كما كانت سوزان الروبي مرشدة في طفولتها.
مشتل المفوضية
وافتتحت الشيخة جواهر خلال الاحتفال مشتل المفوضية الذي يتبع نظام الزراعة العضوية وسيتم استخدام المحصول الزراعي في أنشطة الغذاء والصحة المقامة من قبل المفوضية.
وأشادت الشيخة أمل بنت خالد القاسمي بالدعم الكبير الذي تتلقاه من الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ومن فريق عملها المتعاون للوصول الى الأهداف المرجوة وتحقيق الإنجازات المنشودة التي هي ثمرة تعاون جماعي على درجة عالية من التميز.
وأشارت في كلمتها الى مسيرتها العملية التربوية التي بدأتها في مدرسة ابتدائية وختمتها بالعمل في الحرم الجامعي في كليات التقنية العليا بالشارقة والى العمل التطوعي والانساني والاجتماعي الذي مارسته خلال سنوات عملها الى جانب ممارستها فن الكتابة منذ العام 1981 ومشاركتها في جائزة تريم عمران الصحافية.
وقالت "إن العمل المدرسي والوظيفي واجب مفروض الإخلاص والتفاني فيه لكن ممارسة نشاطات أخرى تخرج الإنسان من رتابة الحياة وروتينية العمل وفي ذات الوقت تحفز فيه روح الإبداع والتميز والتفوق.. واليوم نحن هنا في هذا المكان نحتفي بإطلاق الهوية الجديدة لمفوضية مرشدات الشارقة احتفالا بالذكرى الأربعين على قيام الحركة الإرشادية في دولة الإمارات.. هذه المفوضية هي أهم مؤسسة صانعة للقيادات المتميزة المبدعة فهي مؤسسة تربوية مكملة للعمل التربوي الذي يقوم به الأهل وأولياء الأمور والمؤسسات التربوية التي يستفيد منها أبناؤنا ..
وهي تهدف من خلال نشاطاتها المتنوعة الى المساهمة في تنمية قدرات الفرد المنخرط فيها من كل الجوانب بدنيا وعقليا واجتماعيا وروحيا معتمدة في مبادئها على الواجب نحو الله والالتزام بالوعد واحترام القانون وتركز في ذات الوقت على نظام التربية الذاتية والالتزام من خلال الوعد والقانون والتعلم بالممارسة بطريقة ممارسة الألعاب والمهارات الفنية وخدمة المجتمع في أجواء خارجية ممتعة تؤهلهم لأن يصبحوا مواطنين صالحين وأعضاء مسؤولين وقادة مميزين في مجتمعاتهم المحلية والقومية والعالمية يتميزون بالثبات والعزيمة واستقامة الخلق والحزم".