حلمه بالثراء والرغبة بالعودة إلى بلده سريعا وقد جمع مبلغا من المال يكفية لإنشاء مشروعه الذي طالما حلم به دون مشقة وعناء جعله يقع ضحية نصب هاتفي خسر من خلالها تحويشة العمر.. فهو وغيره الكثير قادتهم أهواؤهم و(سذاجتهم ) إلى الوقوع في مصيدة النصب الهاتفي التي أصبحت لها طرقها ووسائلها ومنها تقنية ( الهندسة الاجتماعية) أو ما يعرف بفن اختراق العقول .
وتقنية الهندسة الاجتماعية عبارة عن مجموعة من التقنيات المستخدمة لجعل الناس يقومون بعمل ما أو يفضون بمعلومات معينة مثل ( معلومات شخصية) حيث تـُستخدم الهندسة الاجتماعية أحياناً ضمن احتيال الانترنت أو الهاتف لتحقيق الغرض المنشود من الضحية، حيث إن الهدف الأساسي للهندسة الاجتماعية هو طرح أسئلة بسيطة أو تافهة عن طريق الهاتف أو البريد الالكتروني مع انتحال شخصية معينة أو ذات عمل يسمح لها بطرح هكذا أسئلة دون إثارة الشبهات.
وتكافح شرطة أبوظبي بحزم، عمليات النصب عبر الرسائل النصية الهاتفية، والمكالمات الخادعة بتقنية "الهندسة الاجتماعية"، إذ ينتحل الجناة، شخصيات اعتبارية مهنية، ويقنعون الضحايا بطرق فنية دون إثارة الشبهات بفوزهم بجائزة مالية تهدف لاحقاً إلى سرقة أموالهم.
وأكدت الشرطة أنه نظراً لعدم قيام العديد من الضحايا بالإبلاغ عن العمليات التي تعرضوا لها فإن الاعداد الحقيقية للضحايا الذين وقعوا في عمليات النصب الهاتفي لا يمكن قياسها لكشف العدد الحقيقي لعمليات جرائم النصب عبر الرسائل النصية الهاتفية أو المكالمات الخادعة.
وبحسب شرطة أبوظبي تتفاوت تكرار عمليات النصب عبر الرسائل النصية الهاتفية، والمكالمات الخادعة، حيث تستهدف بشكل مباشر الجالية الآسيوية، وتركز تحديداً على سائقي مركبات الأجرة، الذين يقع بعضهم في براثن تلك العمليات.
وكشفت الشرطة تفاصيل أحدى عمليات النصب التي كان ضحيتها شخص من الجنسية الآسيوية وتبدأ الحكاية عندما تلقّى هذا الشخص اتّصالاً هاتفياً عشوائياً من مجهول يتكلم بلغة آسيوية يفيده بأنه ربح جائزة مالية قدرها 200 ألف درهم، معرّفـاً أنه المنظم التسويقي للجهة المهنية التي منحته الجائزة ووكيل خدماتها، طالباً من الضحية نفسه إرسال مبلغ مالي، عبارة عن أرقام تعبئة الرصيد الهاتفي، وذلك ليتسنى له تسلّم جائزته على الفور، ليكتشف الضحية أنه وقع لعملية نصب، بعد أن أرسل تلك الأرقام التي كلفته مبلغاً كبيراً، حيث عاود الاتصال بالمسوق ليجد أنه قد أغلق هاتفة المتحرك نهائيا.
وأكدت شرطة أبوظبي أن الجاني يقوم بتسويق أرقام تعبئة الرصيد الهاتفي ببيعها بأسعار أقل من قيمتها السوقية، سواء لزبائن معروفين لديه يقومون أيضاً بتسويقها لآخرين نظير عمولة متفق عليها أو لأفراد من المجتمع.
وحذرت شرطة أبوظبي، مستخدمي الهواتف المتحركة من الانقياد وراء الخدع التي يوهم أصحابها المستخدمين بفوزهم بجوائز مالية قيّمة من غير مرجعية أساسية لها، حيث بيّنت بلاغات عديدة بأنها جوائز وهمية تستهدف إمّا الاستيلاء على الرصيد المالي أو الدخول في "شبكة معقدة" من الاتصالات والرسائل الهاتفية الخادعة، والتي تنتهي في النهاية باستنزاف مبالغ مالية من غير عائد حقيقي.
وطالبت أفراد الجمهور، باتّخاذ الحيطة في التعامل مع الاتصالات والرسائل الهاتفية، والتأكّد من مصدرها بعدما تبيّن للجميع كيفية تفنن مرسلوها المحتالون بعلمهم بوجود شريحة مجتمعية راغبة في الربح السريع، دون تدبر وتنفيذ الخطط الكامنة لهم.
واعتبرت أن وعي المجتمع، خط الدفاع الأول في التصدّي لهذه الظاهرة من خلال إبلاغ الجهات المعنية، وتتبع تلك الجرائم الهاتفية بشكل مبكر، مشيرة إلى أن عملية التصدّي لظاهرة النصب الهاتفي يجب أن تتواصل من قبل الأفراد في الدرجة الأولى، بعدم الاستجابة لمغريات وهمية بربح جوائز مالية تشترط تحويل مبلغ معين من المال لاستكمال الإجراءات، مؤكدة أن عمليات الاحتيال الهاتفي هي سرقة علنية بصور احتيال متعددة القصد منها استنزاف مدخراتهم، وتدهور حياتهم الاجتماعية، فضلاً عن تأثيرها في المال العام.
ودعت شرطة أبوظبي، جميع أفراد الجمهور بعدم الاستجابة والوقوع ضحايا للنصب الهاتفي، وأن سرعة الإبلاغ عن مدبري هذا العمل يسهم بشكل كبير في إلقاء القبض عليهم، وذلك بالاتصال هاتفياً على خدمة أمان التابعة لشرطة أبوظبي (8002626) أو الاتصال على مراكز الشرطة الشاملة.
وحثت شرطة أبوظبي، الجمهور على سرعة الإبلاغ عن أية اتصالات هاتفية ترد إليهم يكون غرضها ارتكاب فعل إجرامي، سواء أكانت هذه الاتصالات محلية أم أجنبية، لافتاً إلى ضرورة التعاون المشترك بين الشرطة والمجتمع في مكافحة الجريمة وضبط مرتكبيها.