هو شخصية إماراتية، وهو مثال واقعي وحي ممن يحرص على تلمس احتياجات المجتمع، والمبادرة بعمل يسعى من خلاله إلى توفير الخدمات التي تلبي تلك الاحتياجات بكفاءة ويسر. إنه الطبيب الإماراتي عبدالله حسن بارون أخصائي طب رياضي منذ 19 سنة الذي استطاع وبجهد استثنائي كبير.. وتجربة ميدانية واسعة وقدرات مادية متواضعة، أن يحول خبراته الطبية الرياضية إلى مركز متخصص في العلاج الطبيعي لكافة أمراض المفاصل والإصابات الرياضية، وآثار العمليات الجراحية وتشنجات الصدر والظهر والعضلات، وشلل وعرق النسا وغيرها الكثير، كما يخدم المسنين والرياضيين والأطفال.
حيث ربح تحدي حلم راوده منذ سنوات في إثراء المنطقة الشرقية وبالأخص إمارة الفجيرة بأول مركز لخدمات العلاج الطبيعي، التي أصبحت في الآونة الأخيرة جزءا مهما في مراحل علاج العديد من الأمراض التي باتت في تزايد مستمر. ومنها جعل الدكتور عبدالله بارون تجاربه الطبية في الجانب العلاجي والرياضي نقطة تحول جديدة قادته لأن يفتتح مركزا للتأهيل والعلاج الطبيعي في الفجيرة بعد أن أستقر بالعمل فيها، وقد استقدم لإنشاء المركز طاقما متخصصا من أخصائيي العلاج الطبيعي من دول الفلبين والهند والمجر وأفغانستان.
وكان "للبيان" جولة في المركز الذي تم افتتاحه منذ فترة قريبة في المنطقة، كما التقينا الدكتور عبدالله بارون ليعرفنا عن طبيعة عمل المركز والأجهزة التي تحتويها أقسامه، وعن الأمراض التي يمكن أن تعالج فيه. كانت البداية من فكرة إنشاء هذا المركز فقال: راودتني الفكرة منذ سنوات وبدأت برسم خطة التنفيذ بعد أن أصبحت مدير قسم العلاج الطبيعي في مستشفى الفجيرة، حيث أكدت إحصاءات تزايد الحالات وضغط الطلبات على المستشفيات الحكومية جدوى المشروع في المنطقة. كما أحببت أن أضع كافة إمكاناتي التي اكتسبتها من عدد من المستشفيات والنوادي الرياضية في مركز يوفر خدمات للجمهور بكفاءة عالية ويسر.
ويضيف: لقد وضعت أمام ناظري تقديم أعلى درجات الكفاءة وأفضل العاملين في مجال العلاج الطبيعي، من أجل بلوغ الهدف المرجو؛ وهو تقديم خدمات موازية لما يمكن أن تقدمه مصحات العلاج الطبيعي للمريض في الخارج. آملين أن يوفقنا الله لخدمة إخواننا المرضى والتيسير عليهم. مشيراً إلى أن أسعار العلاج جدا منافسة، مقارنة مع خدمات المراكز التخصصية الخاصة الأخرى بالدولة، وهو ما يساعد فئات كثيرة من المرضى على الاستفادة من خدماتنا بإذن الله.
مميزات المركز
يعمل المركز بطاقة علاجية تستوعب 100 مريض في اليوم على يد طاقم مكون من 12 أخصائي علاج طبيعي، وعلى فترتين في الصباح والمساء، مقسمة بين النساء والرجال لمنح المريض الخصوصية والراحة والاستجمام في فترة علاجه، ويضم المركز 12 غرفة مختلفة للعلاج بالأشعة الحمراء، والموجات القصيرة، والتدليك والعلاج بالشمع والشد، والعلاج الكهربائي والخاص بالليزر، وغرف خاصة للعلاج بالكمادات الحارة والباردة. كما يحتوي على خمسة أحواض للعلاج المائي مختلفة الأحجام والوظائف، فضلا عن غرف لعمل حمام الساونا الساخن للاسترخاء وإزالة الإرهاق.
ويوفر مركز العظام والعلاج الطبيعي بالفجيرة خدمة العلاج المنزلي، خصوصا للحالات التي تتطلب تمارين شبه يومية للتمدد وغيرها الكثير، حيث تقدم الخدمة المنزلية للمركز العلاج بأجهزة الموجات الصوتية والذبذبات إذ يتم نقل الجهاز في السيارة الخاصة للمركز لمنزل المريض.
تمويل
استغرقت فكرة إنشاء المركز قرابة السنتين من الزمن بتكلفة قاربت الـ 4 ملايين درهم بتمويل شخصي مدعوم من برنامج طموح لدعم مشاريع الشباب وصندوق خليفة لتطوير مشاريع الشباب. حيث تقدم الدكتور عبدالله بارون بجزيل الشكر والامتنان للقيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود لمشاريع المواطنين حيث لم يكن باستطاعة الدكتور عبدالله تمكين المشروع من البدء لولا الدعم المادي والاستشاري الذي تلقاه من صناديق دعم المشاريع الوطنية. كما خص بالذكر صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي على ما قدمه من تسهيلات في سبيل النهوض بهذا المشروع الصحي الهادف، الذي من المتوقع له أن يخدم المرضى في المنطقة وخارج الإمارة.
نظرة مستقبلية
يقول صاحب المشروع: المستشفيات الحكومية في الدولة تعاني من ضغط كبير، ولكوني جزء من منظومة هذه المستشفيات ورئيس لقسم العلاج الطبيعي بمستشفى الفجيرة فقد لمست الحاجة الكبيرة لطاقم أكبر وتسهيلات أكثر تخدم المرضى. فالعلاج الطبيعي أو الوظيفي جزء مهم وفي بعض الأحيان مكمل لبعض العلاجات الطبية، فضلا عن تزايد حالات الإعاقة والشلل الدماغي والإصابات التي تتطلب متابعة طويلة الأمد على يد مختصين في برامج العلاج الطبيعي، وهو ما نجده يشكل ضغطا كبيرا على الأقسام المتخصصة بذلك في المستشفيات الحكومية، فهناك من المسنين أو الرياضيين ممن يحتاجون إلى متابعة مستمرة، حيث نأمل بفكرة هذا المشروع من خدمة شريحة واسعة من المحتاجين بأسهل الطرق وأوفرها.
والجدير بالذكر أن المركز يوفر صيدلية خاصة بكافة المستلزمات والأجهزة التي تخدم مرتاديه، حيث يجد الزائر كل ما يحتاجه في متناول يده، وهناك من الأطباء المشخصين ما يوفر على المراجع عناء الفحص في مستشفيات متخصصة، فضلا عن غرف خاصة بالأشعة للتأكد من حالات الكسور والتهابات المفاصل والعظام، كما يوفر المركز جهاز الليزر وهو احدث جهاز عالمي لعلاج جميع أنواع المفاصل.
نبذة عن الدكتور عبدالله بارون
هو طبيب إماراتي وأخصائي في الطب الرياضي منذ 19 سنة، عمل في مستشفى المفرق منذ 1995 ولغاية 2000 ثم انتقل للعمل في مستشفى الفجيرة حتى الوقت الحالي، درس الطب في الهند، وتخصص في الطب الرياضي في جامعة أستراليا. عمل في المنتخبات الوطنية منذ 2009 في منتخب 95، ومنتخب 22. عمل في نادي العروبة في الفجيرة منذ 2010 كما عمل في منصب المدير الفني لمستشفى دبا من 2002 ولغاية 2005، وشغل منصب مسؤول قسم التراخيص والعيادات الخاصة في المنطقة الطبية، وهو عضو في لجنة الطب الرياضي في اللجنة الأولمبية الوطنية ورئيس لقسم العلاج الطبيعي بمستشفى الفجيرة.