منحت حدائق الأحياء السكنية في أبوظبي أجواءً من المتعة المجانية للعائلات، بعد أن وفرت لهم متنفساً آمناً وصحياً يبعد خطوات قليلة عن منازلهم، ويقدم لهم حلولاً متنوعة للاستمتاع، تتضمن كافة معايير السلامة اللازمة لأبنائهم.
ويحظى المشروع الذي تنفذه بلدية أبوظبي بإقبال كبير من العائلات في مختلف مناطق المدينة، بعد أن نجح في توفير مناخ ترفيهي مثالي بمواصفات عالمية، فالحدائق يتوافر بها أشكال متنوعة من الألعاب الترفيهية للأطفال التي تم تصميمها وفق أعلى معايير الأمان بما يضمن عدم تعرض مستخدميها لأي مكروه.
وبدأت بلدية أبوظبي تنفيذ مشروع حدائق الأحياء السكنية في العام 2009 الذي شهد افتتاح أول حديقة سكنية في منطقة البطين ، لتبدأ بعد ذلك خطة للتوسع في عدد الحدائق بتشييد نحو 12 حديقة أحياء سكنية في مختلف أرجاء المدينة بتكلفة إجمالية تبلغ أكثر من 50 مليون درهم وبمساحة تصل إلى 90 ألف متر مربع.
ويقول راشد الفلاسي مدير إدارة الحدائق والمتنزهات الترفيهية لـ "البيان" إنه يراعى في تصميم هذه الحدائق البساطة والعصرية والشمولية، بحيث يجد فيها كل فرد من العائلة متنفساً سواءً من حيث المساحة الكافية حسب المواقع وعدد سكان كل حي، أو من حيث المواقع الملائمة للجلسات الجماعية أو الفردية وأماكن الترفيه والتسلية، كما يتم مراعاة الفروق العمرية بين الأطفال، وتوفير ساحات وملاعب لممارسة الهوايات والرياضات الجماعية المختلفة في تلك الحدائق".
ويؤكد الفلاسي أن سلامة وأمن رواد الحدائق كان الأساس في عملية التصميم، خاصة بالنسبة للأطفال دون سن الإدراك، حيث تم تجهيز مناطق الألعاب بمجموعة من الحواجز، سواءً النباتية أو باستخدام الأسوار المعدنية التي لا تعيق الرؤية ولكنها تحقق الأمان المطلوب ، كما روعي تجهيز منطقة خضراء مفتوحة متعددة الاستخدام، في حين ترتبط كافة العناصر بممرات تحفها أشجار النخيل والشجيرات والأغطية النباتية، ومزودة بمقاعد الجلوس والإضاءة المناسبة ليلاً بما يضفي رونقاً وجمالاً على الحدائق.
ويقول: "بدأنا الآن تنفيذ خطة للوصول بهذه الحدائق إلى المناطق التي تقع خارج جزيرة أبوظبي مثل مدينة خليفة (أ) و(ب) ومدينة محمد بن زايد، حيث ستفتتح البلدية قريباً 3 حدائق سكنية بمدينة خليفة (أ)، تخدم كافة السكان القاطنين في هذه المدن، بدلاً من تكبدهم مشقة التوجه إلى داخل جزيرة أبوظبي للحصول على اي متنزه أو حديقة ترفيهية".
ويضيف: "البلدية حريصة على خلق بدائل وخيارات متعددة أمام السكان لارتياد الحدائق والمتنزهات الترفيهية وفقا لأرفع المعايير العالمية، من حيث البيئة الصحية والخدمات العصرية، وتعمل على تطوير هذه الإمكانات والارتقاء بالخدمات بشكل مستمر من خلال العديد من المشاريع الحيوية في هذا المجال، وتنطلق لتحقيق ذلك من خلال أهداف محددة وواضحة، وهي إعداد الخطط الكفيلة للمساهمة في وضع مدينة أبوظبي في مصاف المدن المتقدمة لتصبح من أفضل خمس عواصم على مستوى العالم من حيث توفير خدمات عالية الجودة وتحقيق التوازن ما بين المسطحات الخضراء والبنية التحتية، بحيث تتماشى مع عنصر الكثافة السكانية وذلك لزيادة معدل المساحة الخضراء للفرد الواحد".
ويقول: " بالتزامن مع توسعنا في حدائق الأحياء السكنية تنفذ إدارة خدمة المجتمع بالبلدية مشروعاً لتفعيل هذه الحدائق وتشجيع الجماهير على الإقبال عليها، حيث بدأت منذ العام الماضي تقديم برنامج متكامل وسلسلة طويلة من الفعاليات التي تشمل كافة حدائق الأحياء السكنية وفقا لبرنامج مدروس ومنظم، لتشكل ملتقى خصبا للأطفال وأسرهم يقضون فيها أوقاتا مملوءة بالمتعة والحركة والتشويق، لافتاً إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى جمع أفراد العائلة في جو عائلي ترفيهي آمن بالقرب من مكان سكنهم وكذلك تشجيع وتعميق الروابط الاجتماعية والأسرية.
وأكد أن مشروع الحدائق السكنية يواكب النهضة العمرانية للمدينة، ويسهم في زيادة حصة الفرد من المسطحات الخضراء، بما يناسب المقاييس العالمية، ويتلاءم مع متطلبات تحسين وتطوير الحياة الاجتماعية، بالإضافة الى دوره في توفير بيئة صحية لكافة أفراد المجتمع. وذكر أن هناك أنواعاً متعددة لحدائق الأحياء السكنية حيث تم إنشاء بعضها من أجل تجميل الأحياء السكنية وجعلها بيئة جاذبة وتوفير متنفس لترفيه الأسر والأطفال، ومد المناطق السكنية بحدائق قريبة من المساكن وآمنة، وتم إنشاء البعض الآخر من أجل نشر الروائح العطرة وتوفير أماكن خضرة توفر الهدوء للسكان. ويضيف:"تعمل بلدية أبوظبي على توسيع مظلة الأماكن الترفيهية والحدائق وإيجاد بيئة صحية للتنزه لتحقيق الرفاهية لكافة أفراد المجتمع عبر إيجاد حدائق صغيرة بين الأحياء وإيجاد أماكن آمنة لتنزه الأسر والأطفال، وإتاحة أماكن للترفيه قريبة من المناطق السكنية الأمر الذي يوفر الراحة والهدوء للجميع.
ويقول: "تتميز الحدائق بالعناصر التصميمية الفريدة والجميلة التي تتوافر فيها كافة مقومات الحدائق العصرية الصغيرة من خلال تصميم مرن يناسب شكل ومساحة كل حديقة
فعاليات
«حديقتي عالمي» فعالية تجذب الأسر إلى حديقة المشرف
تحرص بلدية مدينة أبوظبي على تنظيم فعاليات متنوعة لتشجيع الأسر على الإقبال على حدائق الأحياء السكنية، حيث نظمت مؤخراً فعالية "حديقتي عالمي"، في حديقة الأحياء السكنية بمنطقة المشرف، وسط حضور مكثف من سكان المنطقة حيث شهدت الفعالية مشاركة واسعة من قبل الأطفال. وتقول الدكتورة بدرية الظاهري مديرة إدارة خدمات المجتمع، إن مشروع "حديقتي عالمي" يهدف إلى تفعيل حدائق الأحياء داخل مدينة أبوظبي، من خلال إقامة الفعاليات المتنوعة في تلك الحدائق لتكون ملتقى خصباً للأطفال وأسرهم يقضون فيها أوقاتا مملوءة بالمتعة والحركة والتشويق.
وتضيف: "تضمن برنامج حديقتي عالمي على فعاليات متنوعة مثل المرسم الحر للأطفال ومسابقات تثقيفية عامة وتوزيع مئات الجوائز التشجيعية على المشاركين، إضافة إلى فقرة ترفيهية للألعاب السحرية وأغان شعبية قدمها عدد من الفتيات الصغيرات، كما شهدت مشاركة عدد من الشركاء الاستراتيجيين ومنهم نادي تراث الإمارات من خلال إقامة معرض احتوى على عدد من المقتنيات والصناعات التراثية المعبرة عن الهوية الوطنية وكذلك تقديم الأكلات الشعبية مجاناً.
العائلات وجدت فيها ملاذاً أيام العطلات
أكد سكان في مناطق مختلفة من أبوظبي، أن مشروع حدائق الأحياء السكنية حقق نجاحاً لافتاً، بعد أن تمكن من استقطاب أعداد كبيرة من العائلات لاسيما أيام العطلات، مؤكدين أهمية التوسع في هذا المشروع ليشمل مختلف أرجاء المدينة.
وأوضحوا أن هناك حاجة ملحة لإنشاء حدائق للأحياء السكنية في المدن الجديدة بأبوظبي، التي أصبحت تحظى بنمو سكاني كبير، ما يتطلب ضرورة توافر مختلف عناصر الترفيه بما يلبي احتياجات العائلات المقيمة بها.
وتقول منى محمد حسن، وتقيم في منطقة البطين بأبوظبي: «حدائق الأحياء السكنية تستقطب أعداداً كبيرة من العائلات لاسيما في العطلة الأسبوعية، بعد أن نجحت في توفير أجواء من المتعة والترفيه لهم ولأبنائهم، مشيرة إلى أن أهم ما يميز هذه الحدائق وجودها بالقرب من المناطق السكنية، ما وفر للأهالي أماكن للترفيه تبعد خطوات قليلة عن مساكنهم».
وأكدت أهمية الزيادة المستمرة في هذه الأنواع من الحدائق، بعد أن أثبت المشروع نجاحه ولاقى ترحيباً من مختلف فئات الجماهير، لاسيما الأطفال، حيث وفرت لهم هذه الحدائق العديد من وسائل اللعب والترفيه، مع تزويدها بمختلف معدات الأمان التي تضمن عدم تعرضهم لأي مكروه.
واتفق معها في الرأي محمد سالم ويقيم في منطقة الخالدية بأبوظبي، وقال: إن حدائق الأحياء السكنية تعد من المشروعات المتميزة التي أنجزتها بلدية مدينة أبوظبي، حيث أصبحت تستقطب أعداداً كبيرة من العائلات لاسيما في العطلات، ما يؤكد الحاجة إلى ضرورة التوسع المستمر في إنشاء هذه الحدائق، بما يلبي احتياجات مختلف القطاعات السكنية في أبوظبي.
ويقول: «تزخر مدينة أبوظبي بالعديد من الأماكن والمناطق الترفيهية التي تسهم في توفير أجواء من المتعة المجانية للعائلات، فإلى جانب عشرات الحدائق التي أصبحت توجد بكثرة في المدينة، هناك منطقة كورنيش أبوظبي التي تحظى بتطوير مستمر، وأصبحت كذلك تستقطب أعداداً كبيرة من العائلات، بالإضافة إلى المتنزهات الترفيهية مثل متنزه خليفة.
ويقول عاصم عبدالمجيد، ويقيم في منطقة المناصير بأبوظبي: «وجود مثل هذا النوع من الحدائق بالقرب من المساكن، ساهم بشكل كبير في تسهيل بحث الأهالي عن أماكن ملائمة للترفيه عن أبنائهم، مشيراً إلى أنه من أهم الأمور التي تميز هذه الحدائق عناصر الأمان الموجودة فيها، والتي من شأنها أن تضمن للعائلات عدم تعرض أبنائهم لأي مكروه». ويضيف: «هذا المشروع المتميز بعد أن أثبت نجاحه يجب أن يشهد توسعاً مستمراً في التطبيق ليشمل مختلف أرجاء المدينة، لاسيما المناطق التي تشهد معدلات مرتفعة من السكان، لافتاً إلى أن حدائق الأحياء السكنية وفرت للعديد من العائلات متنفساً آمناً بالقرب من مساكنهم».
ويقول عمرو محمد إبراهيم، ويسكن في مدينة خليفة (أ) بأبوظبي: «حدائق الأحياء السكنية بحاجة إلى الوجود في المدن الجديدة بأبوظبي مثل مدينة محمد بن زايد ومدينة «خليفة أ وب» ومنطقة المصفح الصناعية، فجميع هذه المناطق أضحت تحظى بمعدلات مرتفعة من النمو السكاني، وبالتالي أصبحت بحاجة إلى تزويدها بالعديد من أماكن الترفيه بما يلبي احتياجات السكان في هذه المناطق.
ويضيف: «نفذت البلدية بالفعل 3 حدائق أحياء سكنية جديدة في مدينة خليفة (أ)، وينتظر أن يتم افتتاحها للسكان خلال الفترة المقبلة، إلا أن هذه الخطوة يجب أن تتبعها خطوات أخرى بالتوسع في إنشاء مزيد من الحدائق والمتنزهات في المدن الجديدة، بما يتواكب مع النمو السكاني بها».
إشادة
تميزت حدائق أبوظبي بالنظافة والرعاية المستمرة لأنواع النبات والزهور فيها، كما أن وجودها بالقرب من المناطق السكنية حفز الأمهات لقضاء وقت ممتع مع أبنائهن، وأهم عنصر في هذا المجال الترفيهي هو عنصر الأمان، وقد أشاد السكان الذين يترددون على الحدائق بالجهد الكبير الذي تبذله بلدية أبوظبي في توفير مستلزمات الأمان، ودعا عدد من الآباء والأمهات إلى أهمية تعليم الأطفال كيفية الحفاظ على الورود والمزروعات والألعاب أيضاً، وترك المكان نظيفاً عند المغادرة.