قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد إن اللغة العربية ليست لساننا فقط، وإنما هي جزء رئيسي من مكونات هويتنا الوطنية التي تبقى مرتبطة بشكل كبير بهذه اللغة، التي تمثل التعبير الحي والمتجدد عن قيمنا وأصالتنا وجذورنا العربية والإسلامية، ولابد لأجيالنا القادمة من الارتباط بثقافتها ومجتمعها وقيمها، مؤكداً أهمية تنشيط الجهود الثقافية والمجتمعية والأخذ بأحدث تقنيات العصر للعمل على تعزيز مكانة اللغة العربية لأن الحفاظ عليها وتطويرها يمثل مصلحة وطنية.
وأوضح أن الاهتمام بالمحافظة على اللغة العربية يعد استثماراً في الأجيال القادمة لقدرة هذه اللغة، كوعاء ثقافي أصيل ومتجدد، على مواكبة الحاضر والمستقبل، في نفس الوقت الذي تكون فيه المحافظة على هذه اللغة وإبقاؤها غنية وأصيلة ونابضة بالحياة، قيمة إسلامية وفريضة وطنية وترسيخاً لهويتنا وجذورنا التاريخية.
جاء ذلك خلال استقبال معاليه رئيس وأعضاء لجنة تحديث تعليم اللغة العربية، والتي تعد إحدى مبادرات ميثاق اللغة العربية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في وقت سابق من العام الجاري، بهدف تطوير مناهج اللغة العربية وأساليب تعلمها وتعليمها لاستعادة مكانة لغتنا الأم كلغة عالمية حية تعكس تاريخ وحضارة أمتنا العربية وثقافتها العربية العريقة.
توجيهات
وقال معاليه إن توجيهات قيادة الدولة الرشيدة تستهدف ضرورة حماية الشباب، وتوجيههم للحفاظ على لغتنا العربية وموروثنا الثقافي، مشيراً إلى أن اللغة هي وعاء الفكر ومكون أساسي من مكونات الهوية، لذا تحرص جامعة زايد منذ إطلاقها عام 1998على الأخذ بنموذج متطور هو ثنائية اللغة، وينبع ذلك من رسالة الجامعة التي تنص على صقل شخصية الطلاب والطالبات وترسيخ انتمائهم لهويتهم الوطنية وموروثهم الثقافي من اللغة العربية والحضارة العربية الإسلامية، وفي الوقت ذاته إتقان اللغة الانجليزية باعتبارها لغة العلوم والعصر.
واطَّلع معالي الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان من رئيس اللجنة العالِم العربي الدكتور فاروق الباز، بحضور الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد والدكتور عبيد المهيري مدير معهد اللغة العربية بجامعة زايد والأمين العام للَّجنة، على آخر المستجدات التنفيذية الخاصة بخطة عمل اللجنة الرامية إلى تصحيح مسار أساليب تعلم وتعليم اللغة العربية في جامعاتنا ومدارسنا ومعاهدنا العامة والخاصة لترسيخ اهتمام جيل الشباب في لغتهم الأصيلة التي يعتبرها الهوية الوطنية والقومية لكل عربي وعربية وكونها كذلك لغة القرآن الكريم.
توظيف
ووجه معاليه رئيس وأعضاء اللجنة بضرورة توظيف معارفهم وخبراتهم من أجل وضع الحلول الجذرية المبتكرة لتحقيق أهداف المبادرة التي حددها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي للنهوض بأساليب وطرق تدريس اللغة العربية بما يتواكب ومتطلبات العصر الحديث.
وضم وفد اللجنة كلاً من الدكتور عبد السلام المجالي رئيس الوزراء الأردني السابق ورئيس مجلس إدارة أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم، الشاعر فاروق شوشة أمين عام مجمع اللغة العربية بالقاهرة، الدكتورة فاطمة البريكي أستاذة ورئيسة قسم اللغة العربية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، الدكتور ياسر سليمان أستاذ اللغويات بجامعة كمبريدج، الدكتور محسن الرملي الأستاذ بجامعة سانت لويس الأمريكية في مدريد، الدكتورة منيرة الغدير رئيسة قسم اللغة الإنجليزية واللسانيات في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، الدكتورة بروين حبيب الشاعرة والإعلامية، والدكتور نايف المطوع مؤسس ومدير مجموعة "تشكيل" الإعلامية و الدكتور وليم غرانارا مدير برنامج اللغة العربية في جامعة هارفارد.
وقال الدكتور عبيد المهيري إن اللجنة أتمت الأمور الخاصة بهيكلتها وتعتزم عقد اجتماعات أخرى في المرحلة المقبلة لاستكمال بعض الجوانب الخاصة بتفعيل خطتها وتطويرها إلى حيز التنفيذ.