دعا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الأمم المتحدة إلى اتخاذ كافة التدابير الفاعلة والعاجلة الكفيلة بحماية حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في وطنه وارضه والتي يأتي في مقدمتها اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في رسالة وجهها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أمس الى عبدالسلام ديالو رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي صادف أمس جاء فيها :
" يطيب لي باسم حكومة الامارات العربية المتحدة وشعبها أن نعبر لشخصكم الكريم وأعضاء اللجنة الموقرين عن بالغ شكرنا وتقديرنا على مواقفكم وجهودكم النبيلة الخيرة التي تبذلونها من أجل تعزيز دعم المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية وكشف المعاناة التي يعيشها أبناء شعبها من جراء تواصل سياسات الاحتلال والعدوان الاسرائيلي عليه.
يأتي احتفالنا العالمي بالتضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام في مرحلة حرجه للغاية تقف فيها القضية الفلسطينية أمام مفترق طرق نظرا لاستمرار الطريق المسدود أمام محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية من جهة وتأخر الأمم المتحدة حتى الآن في الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني من جهة أخرى بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية استنادا لقراراتها ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 181 لعام 1947.
اننا في دولة الامارات العربية المتحدة اذ يقلقنا ما توصلت القضية الفلسطينية الى هذه النتائج المؤسفة والمخيبة للآمال ليس لأبناء الشعب الفلسطيني فحسب وانما ايضا لكافة دول وشعوب المنطقة وغيرها من الشعوب المحبة للسلام نحمل الجانب الاسرائيلي مسؤولية هذا الفشل الدولي الذريع في حل القضية الفلسطينية وجوانبها المتعددة ولا سيما في وقت لا تزال تواصل فيه سلطاته العسكرية حملتها الاستيطانية التوسعية وعدوانها في الاراضي الفلسطينية بما فيها مدينة القدس الشريف .
استنكار وإدانة
ان دولة الامارات العربية المتحدة تستنكر وتدين بشدة جميع هذه السياسات الاسرائيلية الخطيرة التي شكلت عائقا رئيسيا امام عملية السلام بل وامتدادا لمخططها التوسعي الاستراتيجي الهادف الى فرض واقع التغيير الديموغرافي والسياسي والقانوني في الاراضي الفلسطينية ورسم حدود الدولة الاسرائيلية بالمنطقة على حساب الحدود المشروعة للدولة الفلسطينية قبل استئنافها لمفاوضات الحل النهائي.
كما ونحمل الأمم المتحدة والدول الاعضاء في اللجنة الرباعية مسؤولية استمرار هذا التمادي الاسرائيلي في احتلاله واعتدائه على ابناء الشعب الفلسطيني وندعوها اليوم واكثر من أي وقت مضى الى اتخاذ كافة التدابير الفاعلة والعاجلة الكفيلة بحماية حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف في وطنه وارضه والتي يأتي في مقدمتها اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وذلك لضمان تحميل الحكومة الاسرائيلية بوصفها سلطة الاحتلال لكامل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والسياسية تجاه الشعب الفلسطيني استنادا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والتزاماتها الأخرى المنصوصة بأحكام القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.
مواقف دولية جادة
ونطالب في هذا السياق ايضا المجتمع الدولي واللجنة الرباعية باتخاذ مواقف دولية جادة تدعم حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الواقع عليه وتحقيق الإنصاف لقضيته العادلة وهو الأمر الذي يتطلب بذل المزيد من الضغوطات السياسية الدولية الحقيقية على اسرائيل لحملها على وقف حملة استيطانها غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية وتفكيك القائم من المستوطنات ووقف اعتداءاتها ورفع حصارها اللا انساني المجحف عن قطاع غزة والإفراج العاجل عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين ووقف انتهاكاتها للمقدسات الاسلامية والمسيحية وأعمال تهويد القدس لضمان توفير الأجواء المناسبة لاستئناف مفاوضات السلام استنادا لمنهجية رؤية " حل الدولتين " التي نصت عليها خارطة الطريق ونؤكد على ان التسوية العادلة والشاملة والدائمة للقضية الفلسطينية والحالة في الشرق الأوسط لن تتحقق دون المساءلة القانونية لاسرائيل عن عدوانها واعمالها غير القانونية وتحقيق انسحابها الكامل من كافة الاراضي الفلسطينية والعربية التي تحتلها منذ عام 1967 بما فيها مدينة القدس الشرقية والجولان السوري والاراضي اللبنانية وفقاً لمبادرة السلام العربية.
دعم إقامة الدولة الفلسطينية
اختتم صاحب السمو رئيس الدولة رسالته بالقول : إنني اذ اجدد باسم حكومة وشعب الامارات العربية المتحدة تأييدنا ومساندتنا لمسيرة الكفاح العادلة والمشرفة التي حققها وما زال يلتزم بها أشقاؤنا من ابناء الشعب الفلسطيني الى حين نيلهم لحريتهم واستقلالهم وحقهم في تقرير المصير واقامة دولتهم المستقلة فوق تراب وطنهم فلسطين وعاصمته القدس الشرقية نحث المجتمع الدولي وبالخصوص الدول والمؤسسات الاقتصادية المانحة على تعزيز أوجه الدعم والمساعدات السياسية والانمائية والاقتصادية التي يقدمها لابناء الشعب الفلسطيني ولسلطته الوطنية من اجل تمكينه من نيل الحرية والاستقلال والعيش الكريم في ربوع وطنه متمتعاً بالسيادة والاستقلال أسوة بكافة شعوب العالم.