أعلنت هيئة الصحة في أبوظبي أنها قامت بتكليف مجموعة من المهنيين الصحيين بهدف تصميم مسارات موحدة للرعاية السريرية للأمراض ذات الأولوية بما في ذلك الأمراض القلبية الوعائية، والأمراض المعدية، ومكافحة السرطان والوقاية منه، صحة الأم والرضع وصحة الأطفال والصحة المهنية والأمراض المزمنة الأخرى وذلك بهدف تقنين وتوحيد الفحوصات الطبية والتشخيص وتحديد الأدوية وخطوات العلاج في جميع المستشفيات والعيادات والمراكز الصحية في إمارة أبوظبي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده المهندس زيد السكسك مدير عام هيئة الصحة في أبوظبي على هامش المؤتمر العالمي الثالث للرعاية الصحية في الشرق الأوسط.
وقال السكسك إن مشروع مسارات الرعاية السريرية هو خطوة نحو توحيد ممارسات الرعاية الصحية السريرية في إمارة أبوظبي، ومن شأنه أن يسهم في تحسين نتائج ومخرجات الرعاية الصحية من خلال اتباع أساليب علاج مبنية على أفضل الممارسات العالمية والمحلية وجعل القرارات المبنية على الأدلة العلمية في صميم عمل كل مهني صحي في الإمارة."
ويأتي المشروع في إطار تعاون مشترك بين هيئة الصحة في أبوظبي وشركة زينكس هيلث - الشرق الأوسط، بهدف توحيد الرعاية السريرية في كافة المنشآت الصحية في الإمارة من خلال العمل على 68 مسارا إكلينيكيا مبنيا على أسس علمية تتوافق مع الظروف المحلية وتغطي ثماني من أولويات الصحة العامة لإمارة أبوظبي.
وأضاف السكسك إن اشراك المهنيين الصحيين في هذا المشروع يعكس أهمية الدور الريادي الذي يلعبه المهنيون الصحيون في تحسين مخرجات الرعاية الصحية. كما أنه يضمن توفير الأدوات الضرورية لاتخاذ القرارات المناسبة أثناء تقديم الرعاية الصحية عند نقطة الرعاية وذلك لسهولة الوصول إلى هذه المسارات. إضافة إلى ذلك فإن من شأن هذه المسارات إزالة العديد من الأعباء الإدارية المرتبطة برعاية المرضى مشيرا إلى أن هذا المشروع سينعكس أيضاً على نطاق الضمان الصحي حيث تستطيع شركات التأمين بالتعاون مع مقدمي خدمات الرعاية الصحية إلى تبسيط إجراءات دفع المطالبات وتحقيق كفاءة أعلى من خلال الامتثال إلى مسارات الرعاية الصحية الموحدة.
واشار المهندس زيد السكسك إلى أن مشروع توحيد ممارسات الرعاية السريرية في المنشآت الصحية في أبو ظبي يعد ركيزة أساسية للقطاع الصحي خلال المرحلة المقبلة فهناك 90% من العاملين الصحيين من دول أجنبية وكل واحد منهم له طريقته الخاصة في تقديم الرعاية الصحية حسب المدرسة التي ينتمي إليها وهذا المشروع سيعمل على توحيد الممارسات السريرية في مسارات معينة يتعامل بها الجميع وفق معايير عالمية محددة وتكون في نفس الوقت خارطة تفصيلية تتضمن جميع الممارسات السليمة التي تصب في مصلحة المرضى وفي نفس الوقت تعني بالابتكار والجودة في تقديم الخدمات الصحية.
بدوره قال الدكتور أوليفر هاريسون، مدير الاستراتيجية في هيئة الصحة أبوظبي: "إن المشروع يدعم الهيئة في تحسين الاستراتيجيات المتعلقة بالرعاية الصحية ومن شأنه أن يسهم في توفير رعاية صحية ذات جودة عالمية وتحسين نتائج الصحة العامة لسكان إمارة أبوظبي."
ويواصل المؤتمر العالمي الثالث للرعاية الصحية في الشرق الأوسط أعماله أمس لليوم الثاني على التوالي باستعراض التحديات التي تواجه إعادة الهيكلة في المؤسسات الصحية كالموارد البشرية المحلية الضرورية لتوفير الرعاية الصحية في المنطقة، وتوفير خدمات رعاية صحية معتدلة التكاليف إلى جانب استعراض الدروس من الدول التي قامت بإعادة هيكلة قطاعها الصحي وذلك بفندق سوفيتيل بأبوظبي حيث يختتم المؤتمر فعالياته اليوم.
واستعرضت جلسات يوم أمس عدة موضوعات تتعلق بتطوير نهج منسق لإدارة الأمراض المزمنة وبناء الموارد البشرية من أجل قطاع صحي مستدام في الشرق الأوسط، وإدارة تكاليف الرعاية الصحية من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، واستخدام التكنولوجيا وربطها بشبكة الرعاية الصحية من أجل التطوير والابتكار.