فكرة بسيطة للغاية.. منحت الطالب وليد عارف الأصبحي من كلية الاتصال في جامعة الشارقة، جائزة أفضل مبادرة حكومية طبقتها وسائل المواصلات العامة في إمارة دبي للعام 2012، برعاية وإشراف من دائرة التنمية الاقتصادية راعية الحملة.
الإنجاز الذي حققه الأصبحي لم يأت من فراغ؛ بل من مجهود كبير بذله وشارك في صياغته فريق مشرف مساعد من قسم الاتصال في الجامعة، ومن الدوائر الحكومية في الإمارة.
السلامة المرورية
حول المشروع "يوم النقل الجماعي" وأهميته أوضح الطالب عارف الأصبحي، أن أمر السلامة المرورية بات هاجساً عالمياً، وظاهرة تحتاج إلى وقفة وتسخير كل الإمكانات للبحث في أسبابها وإمكانية الحد منها، مشيراً إلى أن الحكومة الرشيدة وجهت المؤسسات والأجهزة المعنية إلى تضافر الجهود، من أجل تأمين أعلى درجات السلامة على الطرقات، حتى لا تستنزف الأرواح التي تحصد على الطرقات باعتبارها الثروة الحقيقية للوطن.
من هذه الغايات النبيلة يقول: انطلقت في المشروع الذي كان أساسه تشجيع موظفي الدوائر الحكومية لاستخدام وسائل النقل العامة، عوضاً عن سياراتهم الخاصة كالحافلات أو سيارات الأجرة وعربات المترو، ولمدة لا تتجاوز اليوم الواحد، مساهمة منهم في التخفيف من حدة الاختناقات المرورية التي تشهدها الشوارع يومياً، بسبب تكدس المركبات فيها لكثرتها، وتم تحديد يوم الأول من نوفمبر المنصرم ليكون موعد تنفيذ المبادرة.
وأضاف: بدأت بحملة توعية لإقناع الموظفين وكبار المسؤولين باستخدام وسائل النقل العامة، ما مهد الطريق لي لتنفيذ مشروعي هو توقيع اتفاقية التعاون بين جامعة الشارقة ودائرة التنمية الاقتصادية، قمت بعدها بتنفيذ سلسلة من الزيارات الميدانية لعدد من الدوائر، زرت فيها المديرين التنفيذين والموظفين للتعريف بالحملة التي نفذت بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات العامة بدبي، فضلاً عن عمل استبيان إلكتروني للموظفين حصرت من خلاله عدد الموظفين الذين سوف يستقلون وسائل النقل الجماعي بهذا اليوم، ووزعت «بروشورات» ومطويات توعوية مستثمراً أسبوع المواصلات لخدمة أغراض المشروع، كما اتفقت مع قسم الموارد البشرية على عدم توقيع جزاءات على الموظفين المتأخرين عن الدوام بسبب استخدامهم للمواصلات العامة.
تفاعل إيجابي
واستعرض الطالب إيجابيات المشروع، والتي تمثلت في التفاعل الكبير الذي أبداه مديرو الأقسام والموظفون في الدائرة تجاه الحملة، وتأمين كافة المتطلبات للحملة من قبل هيئة الطرق والمواصلات (توفير حافلة لنقل الموظفين ــ حضور الاجتماعات التنسيقية قبل بداية الحملة مع الحرص على توظيف مختلف وسائل الاتصال والترويج لنجاح الحملة)، مشيراً إلى أن أبرز التحديات التي واجهته خلال تطبيق المشروع، الحملة، هو ضيق الوقت، وتعارض أوقات الإعداد للحملة مع الدراسة، ما أدى للتغيب عن بعض المحاضرات.
أهداف المشروع
تمثل الهدف من خلال تطبيق يوم النقل الجماعي إلى الحد من بعض المشاكل التي سببتها وسائل النقل بأنواعها المختلفة، من هذه الأهداف تخفيف الازدحام الناتج عن كثرة استخدام السيارات، ووصول الموظفين إلى أماكن العمل في أوقات مبكرة، ويعود السبب إلى استغناء موظفي القطاع الحكومي عن سياراتهم الخاصة واستخدام وسائل النقل الجماعية كالباصات أو المترو، علاوة على الحد من مشاكل التلوث، والسعي وراء حماية بيئة دولة الإمارات العربية.
وتميز المشروع بحسب صاحبه بالدعم الكامل الذي حظي به من قبل الأهل والجامعة والدائرة الاقتصادية بدبي، إضافة إلى الفائدة التي حققها على الصعيد الشخصي، وأبرزها الاستفادة مما تلقاه وتعلمه من علوم نظرية، والاستفادة القصوى من تطبيق جزء منها بالمشروع على أرض الواقع، ما ساعد على بناء شخصيته القادرة على الخروج من بيئة الجامعة، وتنفيذ المشاريع على أسس علمية وعملية بمجال التخصص.
مجالات وآفاق
نصح الأصبحي زملاءه الطلبة؛ بعدم الاكتفاء بالجانب النظري الذي يتلقونه على مقاعد الدراسة، وإنما عليهم الانخراط في الأنشطة والمشاريع التي تعتبر تطبيقاً عملياً للتخصص، فضلاً عن دعوته لهم للانخراط في أنشطة رياضية وثقافية، وقال: أنا أحد لاعبي منتخب جامعة الشارقة لكرة الطائرة.. إضافة إلى ترؤسي وانضمامي للعديد من الجمعيات العلمية والثقافية.. الجمعية الإعلامية.. النادي الثقافي اليمني.. عضو اللجنة الإعلامية في المؤتمر الطلابي، نائب رائد أول عشائر جوالة الجامعة وغيرها، وكل هذه المجالات فتحت لي آفاقاً أرحب في عالمي الخارجي بعيداً عن مقاعد الدرس والحفظ.. وهي جانب مهم في بناء شخصية سليمة قادرة ومتمكنة.
وتقدم الطالب عارف بالشكر إلى جامعة الشارقة التي اعتبرها أحد عوامل نجاح المشروع، ولدائرة التنمية الاقتصادية الراعي الرئيسي للحملة.