لا يمكن لأحدنا التنبؤ بأي حادث قد يتعرض له، ولا معرفة التصرف الواجب عندما تواجهه أزمة طارئة، أضف إلى ذلك ضرورة السباق مع الزمن وأهميته، وماهية الإجراءات الأولية الصحيحة التي يجب أن نقوم بها، والتي من خلالها ننقذ حياة شخص.
وبناء على ذلك أطلقت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، فعاليات حملة «أسرتي أمانتي»، بتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بحيث تنظم مجموعة من حملات التوعية لمواجهة الأزمات، ونظم قسم الطوارئ والسلامة العامة، في الإدارة العامة للعمليات المركزية بشرطة أبوظبي، ندوة في مجلس بن حم، حول كيفية التعامل مع الحوادث الطارئة قدمها فريق حملة «أسرتي أمانتي» في العين.
وذلك بحضور الشيخ مسلم بن سالم بن حم، عضو المجلس الوطني الاستشاري لإمارة أبوظبي، رئيس مجموعة بن حم، والشيخ سعيد بن سالم بن حم، والشيخ الدكتور محمد مسلم بن حم، عضو المجلس الوطني الاتحادي، وعدد من أبناء قبيلة العوامر والقبائل الأخرى في مدينة العين، وبعض الشخصيات العامة.
رعاية واهتمام
وبهذه المناسبة أعرب الشيخ مسلم بن حم، عن خالص شكره وتقديره للفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وجميع العاملين في القيادة العامة لشرطة أبوظبي على الجهود الطيبة التي يبذلونها لنشر الأمن والسلامة داخل الدولة، من خلال حملات التوعية التي تنفذها شرطة أبوظبي. وأكد أهمية مثل تلك الحملات التوعوية التي تتناول جوانب كثيرة لمعالجة الكثير من المواقف التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته العامة، ولابد من أن يمتلك كل شخص الحد الأدنى من المعلومات الأولية لمواجهة الموقف، ريثما يتم اتخاذ الإجراءات الرسمية من قبل الجهات المختصة.
توعية وتوجيه
كما أشار الشيخ محمد بن حم، عضو المجلس الوطني الاتحادي، إلى أن هذه الندوة تهدف إلى توعية أبناء الدولة وتعليمهم كيفية التعامل مع الحوادث ومواجهتها، موضحاً أن البرنامج يرمي إلى إكساب المشاركين مهارات ومعارف عدة لمواجهة المخاطر لتأمين سلامتهم، وكافة سبل الطمأنينة والاستقرار والأمن لهم ولذويهم. وأكد أهمية الاستعداد لمثل هذه الحالات، سواء في المنازل أو غيرها. ولذلك هدفت الندوة إلى تعزيز اشتراطات السلامة، ضماناً لتوفير الحماية الشاملة للأفراد.
وأضاف أن دولة الإمارات تمتلك الكثير من المقومات الحضارية، التي تستوجب أن نمتلك مقابلها مهارات خاصة، لمواجهة الظروف الطارئة، التي قد تواجه أي شخص في حياته العامة والخاصة، وفي أوقات وأماكن مختلفة، ولذلك فإن مثل تلك الحملات التوعوية تسهم في الحد من الخسائر البشرية والمادية على حد سواء، من خلال الحفاظ على حياة الأشخاص الذين يحتاجون إلى اتخاذ إجراءات سريعة، ريثما تتوافر سبل المعالجة من قبل فرق الإنقاذ والجهات المختصة.
تواصل مجتمعي
من جانبه، أكد النقيب خميس الوحشي من إدارة الطوارئ والسلامة العامة في شرطة أبوظبي، قائلاً: لدينا توجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بتنظيم وتفعيل ندوات توعوية للمواطنين، حول كيفية مواجهة الكوارث والأزمات بمجالس شيوخ القبائل وكبار الشخصيات، كما يتضمن برنامج الحملة إقامة معارض تثقيفية في عدد من المراكز التجارية بإمارة أبوظبي، وزيارات ميدانية لعدد من المؤسسات الحكومية من الجامعات والمدارس وغيرها، للتعريف بأساليب البحث والإنقاذ والإخلاء والاستجابة في حالات التعرض للكوارث الطبيعية والأزمات لا سمح الله، والتوعية بمخاطر الحوادث مثل الغرق، والحرائق، والكهرباء، واشتراطات السلامة العامة في المنازل، وكيفية التعامل مع الإصابات، والتركيز على العناية بالأطفال.
كما أشار الملازم أول أحمد راشد الزحمي، خلال الندوة إلى كيفية التعامل مع الأخطار والحوادث، والتي تضمنت الجوانب النظرية لعلوم الدفاع المدني من إطفاء وإنقاذ وإخلاء ووقاية وشروط السلامة العامة في المنازل، إضافة إلى التطبيق والتدريب العملي على معدات الدفاع المدني واستخدامها في الحوادث الافتراضية والتدرب على مطفأة الحريق اليدوية.
أما المدرب عماد البشير، فقد أوضح كيفية التعامل والتصرف مع الشخص المصاب وكيفية إنقاذه وإسعافه والسيطرة على الخطر، وكيفية استخدام الوسائل الفعالة لمكافحة الحرائق والزلازل لمنع انتشار الحرائق والعمل على تقليل الخسائر الناجمة عنها بالقدر الكافي.
كما تطرق إلى أهمية التدريب على الإسعافات الأولية والإخلاء وعمليات الإنقاذ والتدريب على استخدام طفايات الحريق، تم التدريب خلالها على إدارة الأزمات والتخطيط المسبق للتعامل والتحليل لحالات الطوارئ والكوارث والتدريب على الإنعاش القلبي، والقيادة والتعامل مع الجمهور والسيطرة عليهم.
احتراق الملابس
إذا اشتعلت النيران في الملابس الخاصة لاسيما ثياب النساء الفضفاضة التي هي أكثر عرضة للحريق، فلابد من التوقف عن الركض، والجلوس مباشرة إلى الأرض أو التدحرج لإخماد النار بمعطف أو بطانية جافة.
أهم الإجراءات الواجبة التطبيق فور حدوث أية مشكلة، معرفة رقم الطوارئ، بغض النظر عن نوعية الحادث أو الإصابة، كالحريق أو الغرق أو الحادث المروري، فلابد من الاتصال بالرقم 999، بكل هدوء لتحديد مكان الحادث بالتفصيل ونوعيته، وعدم تحويل أو تحريك المصاب في حال كانت إصابته في الرأس أو الظهر، وفي حالة الحريق يجب النظر إلى الباب لرؤية أي دخان متصاعد، وتفحص درجة حرارة الباب بظهر اليد، إن وجود الدخان وارتفاع درجة الحرارة دليل على وجود حريق خلف الباب، فلا يجب فتحه.
أما إذا لم يكن هناك دخان أو حرارة، فيجب تفحص مقبض الباب بأطراف الأصابع وجس حرارته، وفتح الباب بحذر وببطء شديد، وإذا اندفعت الحرارة أو الدخان، فيجب إغلاق الباب بسرعة وبإحكام ومغادرة الغرفة إلى أقرب مخرج، وإذا كان المخرج مليئاً بالدخان، يجب البقاء قريباً من الأرض والتحرك للخروج زحفاً خشية الاختناق من الدخان الذي يوجد في الطبقات الجوية الأعلى في سقف الغرفة، ولابد من الهدوء وتوجيه أفراد الأسرة لكيفية الخروج الآمن، ريثما تصل جهات الاختصاص.
أما في حال حريق المكواة أو الفرن أو الغاز، فلابد من تبريد المكان على الفور بالماء البارد، وتغطية المكان المحترق بشيء جاف وغير قابل للالتصاق، وعدم وضع أية مواد على الجزء المحروق.
المخابر المدرسية
وفي حال حدوث حريق في مختبر المدرسة، لابد من إزالة المادة المحترقة بقطعة قماش، وغسل المكان فوراً، والابتعاد وعدم استنشاق الأبخرة، وفي حال أصيبت العين بحروق كيميائية لابد من غسلها بالماء لمدة 20 دقيقة ريثما يصل المصاب إلى المشفى.
الصعقة الكهربائية
إذا أصيب شخص بصعقة كهربائية، يجب قطع التيار على الفور قبل لمس أي شخص آخر، وذلك باستخدام عصا أو أية أداة أو مادة عازلة للكهرباء، وعدم لمس المصاب وعدم تحريكه، لاسيما إذا كان مصاباً في الرقبة أو العمود الفقري.
الاختناقات التنفسية
في حالة اختناق شخص لسبب ما، يطلب منه الاستمرار في السعال لإخراج المادة المتسببة في الاختناق، والتي يكون الشخص قد ابتلعها لاسيما الأطفال، أو أثناء الطعام، إذا لم تخرج تلك المادة يجب وضع الشخص بوضع مائل للأمام مع ثني الظهر للأمام، ووضع قبضة اليد مع فرد الإبهام، وإسنادها باليد الأخرى إلى أعلى البطن مع الضغط للداخل والأعلى، بمعدل خمس ضغطات، لحين خروج الشيء العالق أو وصول جهة الإسعاف المتخصصة.
تسرب الغاز
في حال تسرب الغاز المنزلي، يجب عدم إشعال أية مصابيح كهربائية أو نار أو أي مصدر قد يؤدي إلى الشرر، والإسراع بإغلاق مصدر الغاز المتسرب، ومغادرة المكان بأسرع وقت ممكن، بعد أن يتم فتح جميع النوافذ.
10 دقائق
إيقاف النزف
في حالات الجروح والنزف لأي سبب كان، لابد أولاً من تغطية الجرح بالشاش النظيف والضغط عليه حتى يتوقف النزف، وجعل الشخص مستلقياً على الأرض حتى لا يصاب بالإغماء، وفي حال استمرار النزف، لابد من زيادة كمية الشاش والضغط على الجرح من دون إزالة الشاش، لأن ذلك قد يسهم في عودة النزف واستمراره. وفي حالة نزف الأنف، لابد من إمالة الرأس وعدم رفعه، حتى لا ينزل الدم للحلق، مما يؤدي للاختناق، والضغط على الأنف لمدة 10 دقائق.
عدم المواجهة
إنقاذ الغريق
في حال التعرض للغرق، لابد من الحفاظ على الهدوء وعدم التوتر والمحافظة على معدل تنفس طبيعي، والاسترخاء والتمسك بشيء طاف إن وجد، والتلويح بإحدى اليدين لطلب المساعدة.
أما في حال مساعدة غريق، فيجب إلقاء أداة مساعدة للغريق، وسحبه من الخلف، ومحاولة إخراج الماء من رئتيه لإعادة التنفس ريثما يتم إسعافه، وينصح في كل من حالات الغرق والحريق عند محاولتنا إسعاف الشخص ألا نكون وجهاً لوجه، بل جذبه من الخلف، لآن الغريق أو المحترق سيحاول الإمساك بالمنقذ، فيصابان معا.